Tuesday, December 27, 2011

تمهيد

في هذه الأيام التي تجتاز فيها القدس محنتها الكبرى، محنة التهويد وطمس المعالم وتبديد الحقوق، ينبغي أن تظل القدس نصب الأعين وموضع الحديث لتبقى المدينة الرمز حية في الفكر والوجدان.فعروبة القدس الشريف تتجاوز ذلك الحيز الزمني لدعوة الإسلام أنها تسبقها حقبة ضاربة في القدم. ولقد صمدت هذه المدينة المقدسة لنوائب الزمان فحوصرت مرارا ودمرت تكرارا بيد أنها على الرغم مما أصابها ظل اسمها شامخا في طليعة المدن. إن خير ما يروق لنا في هذه الظروف العصيبة التي تعيشها المدينة المقدسه هو الكتابة عن القدس تاريخا وارضا وتراثا وحضارة على مر العصور وتعاقب الأجيال التعرف على أسواق القدس المتعددة في البلدة القديمة وما تراثنا إلا رمز وجودنا وما قدسنا إلا شريان حياتنا. فما باب العامود وباب خان الزيت وسوق القطانين وسوق اللحامين وسوق العطارين والازقه المتعددة داخل البلدة القديمة إلا اكبر شاهد على حضارتنا وتراثنا في القدس الشريف
قد رأيت أن أتناول في هذه المدونة عن القدس وأسواقها محاور رئيسيه بدءا بالكتابة عن تاريخ القدس مرورا بتراث بيت المقدس وانتهاء ببعض اللمحات التراثية عن أسواق القدس داخل البلدة القديمة
.لا تزال أسواق القدس ،أو ما بقي منها ،ميزة للمدينة ،فقد كثر تجار التذكارات مع توسع القدس لكن ذلك لم يخطف من الأسواق القديمة وهجها ،الأسواق الثلاثة الأبرز اليوم هي : سوق الخانقاه سوق الدباغة ، سوق حارة النصارى .
وأمام دكاكين هذه الأسواق يأخذ المرء إحساس بأن الناس والأشياء راسخة هنا ،بلاط الزقاق ،الجدران، النقوش، والإنسان حاميا على مصنوعاته الدقيقة ،معمرا المكان الذي يشده إليه تواصل لا يدرك سره ولا كنه إلا هو . الأسواق الثلاثة ترتبط ببعضها البعض متشعبة إلى أنحاء البلدة القديمة ،وصولا إلى منافذها الرئيسية في باب الخليل وباب العمود ،حتى لتبدو مثل سوق واحدة ،وفي كل سوق عشرات الدكاكين :خمسة وثمانون محلا في سوق حارة النصارى ،مئة وخمسون محلا في سوق الدباغة ،خمسة وأربعون محلا في سوق الخانقاه.
.

No comments:

Post a Comment